كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

25 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ، وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةِ وَالوَقَارِ، وَلاَ تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا". أخرجه الستة (¬1). [صحيح]
¬__________
= وأوضح منه رواية حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن أبي نعيم بلفظ: "كان يصلي في حجرة من حجر أزواجه - صلى الله عليه وسلم - " قاله الحافظ في "فتح الباري" (2/ 214).
قوله: "فقام أناس" أي: أنهم كانوا يصلون بصلاته وهو داخل الحجرة وهم خارجها.
قوله: "ذكروا له" أفاد عبد الرزاق أن الذي خاطبه بذلك عمر - رضي الله عنه -.
قوله: "إني خفت أن تكتب عليكم صلاة الليل" أي: تفرض عليكم.
- وقد استدل البخاري في "صحيحه" (2/ 213 رقم الباب 80) بحديث عائشة - رضي الله عنها - على جواز أن يكون بين الإمام وبين القوم المؤتمين به حائط أو سترة.
حيث قال: باب إذا كان بين الإمام وبن القوم حائط أو سترة.
وقال الحسن: لا بأس أن تصلّي وبينك وبينه نهر. وقال أبو مجلز: يأتم بالإمام - وإن كان بينهما طريقٌ أو جدار، إذا سمع تكبير الإمام.
(¬1) أخرجه البخاري رقم (636)، ومسلم رقم (151، 153/ 602)، وأبو داود رقم (572)، والنسائي رقم (861) وابن ماجه رقم (775) , ومالك في "الموطأ" (1/ 68 - 69). وهو حديث صحيح.
قوله: "إذا سمعتم" هو أخص من قوله في حديث أبي قتاد: "إذا أتيتم الصلاة" لكن الظاهر أنه من الموافقة؛ لأنَّ المسرع إذا أقيمت الصلاة يترجى إدراك فضيلة التكبيرة الأولى ونحو ذلك، ومع ذلك فقد نهى عن الإسراع.
قوله: "فعليكم السكينة والوقار" السكينة: التأني في الحركات واجتناب العبث، والوقار في الهيئة كغضِّ البصر، وخفض الصوت وعدم الالتفات.
انظر: "فتح الباري" (2/ 118).
قوله: "ولا تسرعوا" فيه زيادة تأكيد، وعدم الإسراع أيضاً يستلزم كثرة الخطا، وهو معنى مقصور لذاته, وردت فيه أحاديث كحديث جابر عند مسلم: "إن بكل خطوة درجة" =

الصفحة 656