كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

28 - وعن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - قال: صَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: "أَيُّكُمْ القَارِئُ؟ " قَالَ الرَجُلُ: أَنَا. قَالَ: "قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالجَنِيهَا". أخرجه مسلم (¬1) وأبو داود (¬2) والنسائي (¬3). [صحيح]
29 - وعن المُسْوَّر بن يزيد المالكي قال: "كانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله! تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَهَلاَّ أَذْكَرْتَنِيهَا؟ " (¬4). [حسن]
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (45/ 398).
(¬2) في "السنن" رقم (828، 829).
(¬3) في "السنن" (2/ 140) و (3/ 247).
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" رقم (93)، وأحمد (4/ 426، 431، 433)، وهو حديث صحيح.
قوله: "خالجنيها" أي: نازعنيها.
قال الخطابي في معالم "السنن" (1/ 519): "خالجنيها" أي: جاذبنيها، والخلج: الجذب. وهذا وقوله: "ونازعنيها" سواء. وإنّما أنكر عليه محاذاته في قراعة السورة حتى تداخلت القراءتان وتجاذبتا، وأمّا قراءة فاتحة الكتاب، فإنه مأمور بها في كل حال إن أمكنه أن يقرأ في السكتتين فعل وإلا قرأ معه لا محالة.
ثم قال: وقد اختلف العلماء في هذه المسألة - تقدم ذكر أقوالهم.
انظر: شرح "صحيح مسلم" للنووي (4/ 109).
(¬4) أخرجه أبو داود رقم (907)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/ 74)، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" رقم (194)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" رقم (872)، (1059)، (2699)، وابن خزيمة رقم (1648)، وابن حبان رقم (2240)، (2241)، والطبراني في "الكبير" (ج 20 رقم 34).
وهو حديث حسن.

الصفحة 659