كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

4 - وعن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ عَلَى المِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ. فَثَبَتَ الأَمْرُ عَلَى ذلِكَ. أخرجه الخمسة (¬1) إلا مسلماً. [صحيح]
¬__________
= وقوله: "وليس للحيطان ظلَّ نستظلُّ به" وإنّما نفى ما يستظل به وهذا مع قصر الحيطان ظاهر في أنّ الصلاة كانت بعد الزوال متصلة به.
شرح "صحيح مسلم" للنووي (6/ 148 - 149)، "المغني" (3/ 239 - 242)، "فتح الباري" (2/ 390 - 391).
مسائل أحمد بن حنبل برواية ولده عبد الله (ص 125 - 126 رقم 459).
(¬1) أخرجه البخاري رقم (912، 916)، وأبو داود رقم (1087، 1088، 1089، 1090)، والترمذي رقم (516)، والنسائي رقم (1392)، وهو حديث صحيح.
قوله: "كان النداء يوم الجمعة" في رواية ابن خزيمة رقم (1773): "كان ابتداء النداء الذي ذكره الله تعالى في القرآن يوم الجمعة" وسنده صحيح.
قوله: "إذا جلس الإمام على المنبر، قال المهلب: الحكمة في جعل الأذان في هذا المحل ليعرف الناس جلوس الإمام على المنبر، فينصتون له إذا خطب.
قال الحافظ في "الفتح" (2/ 394): وفيه نظر لما عند الطبراني - "الكبير" (ج 7 رقم 6642)، وغيره - كأبي داود رقم (1088) - في هذا الحديث: "أن بلالاً كان يؤذن على باب المسجد"، وهو حديث منكر.
ثم قال الحافظ: فالظاهر أنه كان لمطلق الإعلام لا لخصوص الإنصات. نعم، لما زيد الأذان الأول كان للإعلام، وكان الذي بين يدي الخطيب للإنصات.
قوله: "فلما كان عثمان" أي: خليفة.
قوله: "وكثر الناس" أي: بالمدينة كما هو مصرح به في رواية البخاري رقم (912، 916).
قوله: "زاد النداء الثالث" في رواية: "فأمر عثمان بالنداء الأوّل" [أخرجه الطبراني (ج 7 رقم 6642)]، وفي رواية: "التأذين الثاني أمر به عثمان". =

الصفحة 677