كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

4 - وعن عمارة بن رُوَيْبة (¬1): أنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ عَلَى المِنْبَرِ رَافِعاً يَدَيْهِ. فَقَالَ: قَبَّحَ الله تَيْنِكَ اليَدَيْن القُصَيِّرَتَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا كَانَ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هكَذَا، وَأَشَارَ بِأُصْبَعِهِ المُسَبِّحَةِ. أخرجه الخمسة (¬2) إلا البخاري. [صحيح]
5 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال: كانَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ, وَعَلاَ صَوْتُهُ, وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: "صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ". وَيَقُولُ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ". وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى. وَيَقُولُ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كتَابُ الله تَعَالى، وَخَيْرُ الهُدَيِ هُدَيُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ". ثُمَّ يَقُولُ "أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ: فَمَن تَرَكَ مَالًا فَلأَهْلِهِ, وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَىَّ وَعَلَىَّ". أخرجه مسلم (¬3) والنسائي (¬4). [صحيح]
¬__________
(¬1) انظر: "التقريب" (2/ 49 رقم 465).
(¬2) أخرجه مسلم رقم (874)، وأبو داود رقم (1104)، والترمذي رقم (515)، والنسائي رقم (1412)، وهو حديث صحيح.
وأخرجه أحمد في "المسند" (4/ 135 - 136)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" رقم (1581)، وابن حبان رقم (882)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 210)، والدارمي (1/ 366)، وابن خزيمة رقم (1793)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (1079).
قوله: "قبح الله هاتين اليدين" زاد الترمذي في "السنن" رقم (515): "القصيرتين".
والحديث يدل على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء، وأنه بدعة, وقد ثبت عند البخاري رقم (1031)، ومسلم رقم (8597) من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه".
انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي (6/ 190 - 191).
(¬3) في "صحيحه" رقم (43/ 867).
(¬4) في "السنن" (3/ 188، 189). وهو حديث صحيح. =

الصفحة 681