كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

"ومن يضلل" يعاقبه بالإضلال، وهو نيسره للعسرى.
"فلا هادي له" قال: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)} (¬1).
قوله: "أنّ محمداً عبده ورسوله" فيه دليل أنه كان يأتي باسمه العلم عند الشهادة.
قوله: "فقد رشد" بفتح الشين المعجمة، قال ابن السبكي في "الطبقات" (¬2): أنه قرأ (¬3) الشيخ شهاب الدين ابن المرحل (¬4) على الحافظ المزي فجرى على لسانه رشِد بكسر الشين المعجمة فردّ عليه المزي رشَد بالفتح وقال له: قال الله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} (¬5)، ومراده: أنّ [الفعل إنما يكون مضارعاً لفعل] (¬6) ولا قائل به هنا أو يفعل وهو المُدَّعَى.
فقال له ابن المُرحِّل: وكذلك قال تعالى: {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)} (¬7) [195 ب] فسكت المزي، يعني: أنّ فعلاً بالتحريك إنما يكون لفعل بالكسر كفرج.
وقال الشيخ جمال الدين بن هشام: ورأيت في "كتاب سيبويه" (¬8): رَشدَ يَرْشَدُ رَشَداً، مثل: سخط يسخط سخطاً.
قال: وهذا عين ما ذكره شيخنا ابن المرحل، فلله دره قد جاء السماع على وفق قياسه.
¬__________
(¬1) سورة الزمر الآية (23).
(¬2) في "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 429 - 430).
(¬3) في كتاب "سيرة ابن هشام".
(¬4) وهو شهاب الدين ابن المرحِّل النحوي أستاذ جمال الدين عبد الله بن هشام في النحو.
(¬5) سورة البقرة الآية (186).
(¬6) في المخطوط الفعل لا يكون مضارعاً إلا يفعل، وما أثبتناه من "طبقات السبكي" (10/ 430).
(¬7) سورة الجن الآية (4).
(¬8) في الكتاب (4/ 34): باب في الخصال التي تكون في الأشياء.

الصفحة 684