كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وهو من قوله وليس بمرفوع.
وقوله (من الحظ) أي: من الأجر، وفيه حث من لا يسمع على الصمت كحث السامع.
الحديث الحادي عشر: حديث (أبي هريرة).
11 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ". أخرجه الستة (¬1). [صحيح]
قوله: "أنصت" هو من باب (¬2) التشبيه بالأدنى على الأعلى؛ لأنه إذا جعل قوله أنصت، وهو أمر بمعروف لغواً فغيره من الكلام أولى.
قوله: "فقد لغوت" اللغو (¬3) من الكلام هو الساقط [الردود] (¬4)، وهذا دليل على تحريم الكلام والإمام يخطب.
وقال أبو حنيفة (¬5): يجب الإنصات بخروج الإمام.
وقال الشافعي (¬6)، وأبو حنيفة (¬7)، وعامة العلماء: يجب الإنصات للخطبة. وحُكي عن الشعبي (¬8) وبعض السلف: أنه لا يجب.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (934)، (3941)، ومسلم رقم (11/ 851)، وأبو داود رقم (1112)، والترمذي رقم (512)، والنسائي رقم (1401). وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(¬2) انظر: "فتح الباري" (2/ 414).
(¬3) تقدم معناه.
(¬4) في (ب) للردود.
(¬5) انظر: البناية في "شرح الهداية" (3/ 99).
(¬6) "المجموع شرح المهذب" (4/ 401) "الأم" (2/ 413).
(¬7) البناية في "شرح الهداية" (3/ 99 - 401).
(¬8) انظر: "المغني" (3/ 200) و"الأوسط" لابن المنذر (4/ 79 - 80).

الصفحة 692