كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قلت: وكذلك جواب المخاطبين بقولهم. قالوا: ما يبقى شيء ليست في مسلم، بل فيه: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "هل يبقي من درنه شيء؟ " والإشارة في ذلك للاغتسال. قال ابن مالك (¬1): على إجراء فعل القول مجرى فعل الظن، وشرطه أن يكون مضارعاً مسنداً إلى المخاطب متصلاً باستفهام.
[و] (¬2) قوله: "يبقي" بضم أوله على الفاعلية.
"من درنه" زاد مسلم "شيئاً" كذا قال الحافظ (¬3): ولم أجد شيئاً في مسلم، وكأنها نسخة منه.
قوله: "لا يبقي" بضم أوله أيضاً وشيئاً منصوب على المفعولية. ولمسلم: "لا يبقى" بفتح أوله و"شيء" بالرفع إلا أن هذا اللفظ في مسلم من كلامه - صلى الله عليه وسلم - لا من كلام من خاطبهم، فإنه ليس فيه "ما تقولون؟ " ولا "ما تقول؟ " كما يأتي لفظه.
والفاء في قوله: "فكذلك" جواب شيء محذوف. أي: إذا تقرر ذلك عندكم مثل الصلوات إلى آخره. وفائدة التمثيل (¬4) جعل المعقول كالمحسوس.
قال الطيبي (¬5): في هذا الحديث مبالغة [314 ب] في نفي الذنوب؛ لأنهم لم يقتصروا في [الجواب] (¬6) على [لا] (¬7) بل أعادوا اللفظ تأكيداً.
¬__________
(¬1) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 11).
(¬2) زيادة من (أ).
(¬3) في "فتح الباري" (2/ 11).
(¬4) قاله الحافظ في "الفتح" (2/ 11).
(¬5) في شرحه على "مشكاة المصابيح" (2/ 172 - 173).
(¬6) في (ب) الحديث.
(¬7) سقطت من (ب).

الصفحة 7