كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وبه يعرف أن الميل والفرسخ غير معينين لغة، وإنما ذكرهما أنس تقريباً.
قوله: "شك شعبة" أي: هل قال أنس: ثلاثة أميال؟ أو ثلاثة فراسخ.
ومع شك الراوي: لا يتعين أحدهما، بل يرجع إلى غير حديث أنس.
واعلم أن بين ذي الحليفة والمدينة ستة أميال ويقال سبعة، قاله النووي في "شرح مسلم" (¬1).
ولا حجة في الحديث على مقدار مسافة القصر؛ لأنه (¬2) ليس المراد أن ذا الحليفة غاية سفره، فلا دلالة فيه على ذلك ويأتي الكلام في ذلك.
قوله: "أخرجه مسلم وأبو داود" ولم يخرجه البخاري.
الثالث: حديث (مالك).
3 - وعن مالك (¬3): أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعُسْفَانَ، وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَجُدَّةَ، قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ. [موقوف صحيح]
(البرد) جمع بريد، والبريد اثنا عشر ميلاً، وقيل ستة أميال (¬4).
قوله: "بلغه .. " الحديث، قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (¬5): هذا عن ابن عباس معروف من نقل الثقات متصل الإسناد [503/ أ] عنه من وجوه، منها: ما رواه عمرو بن
¬__________
(¬1) (5/ 195).
(¬2) انظر: "فتح الباري" (2/ 567) "المحلى" (5/ 3 - 7).
(¬3) في "الموطأ" (1/ 148 رقم 15) وهو أثر موقوف صحيح.
(¬4) البريد = 12 ميلاً، والبريد = 22.176 كم.
انظر: كتابنا "الإيضاحات العصرية للمقاييس والمكاييل والأوزان" (ص 41 - 47).
(¬5) (6/ 84 رقم 8022).

الصفحة 707