كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

أبيه، وعطاء، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أهل مكة لا تقصروا في أدنى من أربعة برد، من مكة إلى عسفان".
لكنه قال الحافظ (¬1): إنه حديث ضعيف من أجل عبد الوهاب، فلو ثبت كان التحديد بالأربعة مرفوعاً.
ثم فسر مالك (¬2) البريد بقوله: والبريد اثنا عشر ميلاً، وقيل: ستة أميال.
في "الفتح" (¬3) عن الفراء أن الميل من الأرض منتهى مد البصر وأن البصر يميل عنه على وجه الأرض حتى يفنى إدراكه، وبذلك جزم الجوهري (¬4).
وقيل: حده أن ينظر إلى الشخص في أرض مسطحة فلا يدري أرجل هو أو امرأة؟ وذاهب أو آت؟.
قال النووي (¬5): الميل ستة آلاف ذراع، والذراع أربعة وعشرون أصبعاً متعرضة معتدلة، والأصبع ست شعيرات معترضة معتدلة. انتهى.
¬__________
= وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (ج 11 رقم 11162)، وأورده الهيثمي في "المجمع" (2/ 157)، وقال: من رواية ابن مجاهد عن أبيه وعطاء، ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، وأخرجه البيهقي (3/ 137 - 138).
قال البيهقي: وهذا حديث ضعيف، إسماعيل بن عياش لا يحتج به، وعبد الوهاب بن مجاهد ضعيف بمرة، والصحيح أن ذلك من قول ابن عباس.
(¬1) في "الفتح" (2/ 566).
(¬2) في "الموطأ" (1/ 148)، وانظر: "التمهيد" (4/ 376 - 377).
(¬3) (2/ 567).
(¬4) انظر: "الصحاح" (5/ 1822).
(¬5) في "شرحه لصحيح مسلم" (5/ 195).

الصفحة 710