كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

فأما روايات ابن عباس وعمران بن حصين فإنه جمع بينهما البيهقي بأن من قال: "تسع عشرة" عدّ يومي [505/ أ] الدخول والخروج، ومن قال: "سبع عشرة" حذفهما، ومن قال: "ثماني عشرة" عدّ أحدهما.
ورواية: "خمس عشرة" ضعفها النووي (¬1)، وتعقبه ابن حجر (¬2) قال: رواتها ثقات.
وقال بأن التضعيف للشذوذ، لا لضعف الرواة.
قال ابن حجر (¬3): وإذا ثبت أنها صحيحة فتحمل على أن الراوي، من أن الأصل رواية: "سبع عشرة" [210 ب] فحذف منها يومي الدخول والخروج. انتهى.
قلت: يبقى التعارض بين "تسع عشرة" "وخمس عشرة".
وأما رواية أنس (¬4): "عشراً" ففي رواية: "وكان ذلك في حجة الوداع".
قال أحمد بن حنبل (¬5): لا وجه لهذا الحديث إلا أن يكون الراوي حسب بأيام إقامته منذ دخل مكة إلى خروجه منها، لعل هذا لم يقم في مكة أربعة أيام كوامل؛ لأنه دخلها رابع ذي الحجة وخرج منها إلى منى يوم الثامن. انتهى.
والحقيقة (¬6) أنه دخلها رابع ذي الحجة، فأقام الخامس والسادس والسابع، وخرج في الثامن إلى منى، وذهب إلى عرفات في التاسع، وعاد إلى منى في العاشر، فأقام بها الحادي عشر
¬__________
(¬1) في "خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام" (2/ 733 رقم 2563).
(¬2) في "الفتح" (2/ 562).
(¬3) في "الفتح" (2/ 562)، وانظر: التلخيص (2/ 96).
(¬4) تقدم وهو حديث صحيح.
(¬5) "المغني" (3/ 150 - 152).
(¬6) انظر: "شرح صحيح مسلم للنووي" (5/ 202).

الصفحة 718