كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وقد أطال الناس في ذكر أعذاره سيما ابن القيم في "الهدي النبوي" (¬1) [506/ أ] وهي أعذار كلها مردودة.
قال ابن بطال (¬2): الوجه الصحيح في ذلك أن عائشة وعثمان كانا يريان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قصر؛ لأنه أخذ في ذلك بالرخصة.
الحديث الحادي عشر: حديث (عثمان).
11 - وعن عثمان - رضي الله عنه -: أنَّهُ لمَّا اتَّخَذَ الأَمْوَالَ بِالطَّائِفِ، وَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا صَلَّى بِمِنَى أَرْبَعًا، قَالَ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ الأَئِمَّةُ بَعْدَهُ. أخرجه أبو داود (¬3). [ضعيف]
قوله: "أنه لما اتخذ الأموال بالطائف، وأراد أن يقيم بها صلى بمنى أربعاً ثم أخذ [بها] (¬4) الأئمة بعده", أخرجه أبو داود.
قلت: قال الحافظ المنذري (¬5) أنه منقطع؛ لأنه أخرجه أبو داود (¬6) عن الزهري، والزهري لم يدرك عثمان.
- وفي رواية: "إِنَّماَ صَلّى أَرْبَعاً لِأَجْلِ الأَعْرَابِ، لأَنَّهُمْ كَثُرُوا عَامَئِذٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ أَرْبَعًا لِيُعَلِّمَهُمْ أَنَّ الصَّلاَةَ أَرْبَعٌ" (¬7). [حسن بشواهده]
¬__________
(¬1) في "زاد المعاد" (1/ 451 - 455).
(¬2) في "شرحه لصحيح البخاري" (3/ 72 - 73).
(¬3) في "السنن" رقم (1963) وهو حديث ضعيف.
(¬4) كذا في الشرح والذي في نص الحديث (به).
(¬5) في "مختصر السنن" (2/ 413).
(¬6) في "السنن" رقم (1963) وهو حديث ضعيف.
(¬7) أخرجه أبو داود "في السنن" رقم (1964)، وهو حديث حسن بشواهده.

الصفحة 723