كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

1 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَنَزَلَ فَيَجَمَعَ بَيْنَهُمَا. وَإِنْ زَاغَتْ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّاهُماَ ثُمَّ ارْتَحَلَ" (¬1). [صحيح]
- وفي رواية (¬2): "إِذَا كَانَ عَجِلَ عَلَيْهِ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ العَصْرِ، وَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا وَيُؤَخِّرُ المَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا، وَبَيْنَ العِشَاءِ حِيْنَ يَغِيبَ الشَّفَقُ". [صحيح]
أخرجه الخمسة إلاَّ الترمذي.
قوله: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس" تدلك عن وسط السماء وهو الزوال.
"أخر الظهر" لعدم دخول وقتها.
(إلى وقت العصر ثم ينزل فيجمع بينهما) هذا جمع تأخير.
قال في فتح الباري (¬3): هذا ما وقع فيه الاختلاف بين أهل العلم فقال بالإطلاق كثير (¬4)
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (1111، 1112)، ومسلم رقم (46/ 704)، وأبو داود رقم (1218)، والنسائي رقم (586).
(¬2) أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (48/ 704).
(¬3) (2/ 580).
(¬4) منها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 457) عن أبي عثمان قال: خرجت أنا وسعد إلى مكة فكان يجمع بين الصلاتين، بين الظهر والعصر، يؤخر من هذه ويعجل من هذه، ويصليها جميعاً، ويؤخر المغرب ويعجل العشاء ثم يصليهما جميعاً، حتى قدمنا مكة. وهو أثر صحيح.
ومنها: ما أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 428) عن نافع قال: كان ابن عمر إذا سافر جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، يؤخر من هذه ويعجل من هذه. وهو أثر صحيح. =

الصفحة 728