كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

- وفي أخرى لمسلم (¬1): صَلَّى الظُّهْرَ وَالعَصْرَ جَمِيعًا، وَالمَغْرِبَ وَالعِشَاءَ جَمِيعًا، مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سَفَرٍ. وقال مالك (¬2): أَرَى ذَلِكَ فِي المَطَرِ. [صحيح]
"صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة سبعاً وثمانياً" قد فسّر ذلك بقوله "الظهر والعصر, والمغرب والعشاء" إلا أنه شوشه ولم يرتبه.
قوله: "قال أيوب" هو السختياني، والمقول له أبو الشعثاء (¬3)، وفي نسخ من التيسير أبو أيوب وهو غلط.
وقوله: "عسى" أي: أن يكون كما قلت، واحتمال أنه كان لمطر قاله مالك (¬4) فإنه قال بعد رواية الحديث: لعلّه كان في مطر.
وردّ بأنه أخرجه مسلم (¬5)، وأصحاب السنن (¬6) بلفظ: "من غير خوف ولا مطر". فانتفى أن يكون الجمع لخوف أو مطر، وجوّز بعضهم أن يكون الجمع للمرض، وقواه النووي (¬7) [220 ب] وفيه (¬8) نظر؛ لأنه لو كان جمعه بين الصلاتين لعارض المرض لما صلى معه إلا من له نحو ذلك العذر.
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (54/ 705).
(¬2) في "الموطأ" (1/ 144).
(¬3) قاله الحافظ في "الفتح" (2/ 23).
(¬4) في "الموطأ" (1/ 144).
(¬5) في "صحيحه" رقم (54/ 705).
(¬6) أبو داود في "السنن" رقم (1210)، والنسائي رقم (601)، والترمذي رقم (187).
(¬7) في "شرحه لصحيح مسلم" (5/ 218).
(¬8) قاله الحافظ في "الفتح" (2/ 24).

الصفحة 739