كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قوله: "اعتمرت" لا أدري أي عمرة أرادت، فإنه - صلى الله عليه وسلم - اعتمر عمرتين من المدينة، عمرة الحديبية وعمرة القضاء والثالثة: من الجعرانة، والرابعة مع حجته.
قوله: "قصرت" بفتح المثناة الفوقية و (أتممت) بضمها و (أفطرت) مثل الأولى و (صمتُ) مثل الثانية.
والحاصل أن عائشة أخبرت بأنها أتمت صلاتها وصامت في السفر، وهو - صلى الله عليه وسلم - أفطر وقصر، وروت عائشة أيضاً "أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقصر في السفر ويتم ويصوم ويفطر".
قال ابن القيم (¬1): أنه قال ابن تيمية هو كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى.
قلت: الحديث أخرجه عن عائشة الدارقطني (¬2) والبيهقي (¬3).
قال الدارقطني (¬4): إسناده صحيح. وأقره ابن الجوزي، وارتضاه الذهبي وقال ابن حجر (¬5): رجاله ثقات، وقال البيهقي (¬6): له شواهد جملة.
ثم ذكر ابن القيم (¬7) حديث عائشة في أنها أتمت وصامت، قال: قال شيخنا - يريد ابن تيمية - هذا باطل، ما كانت [224 ب] أم المؤمنين لتخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجميع أصحابه،
¬__________
= وقال النووي في "الخلاصة كما في نصب الراية" (2/ 192): في هذا الحديث إشكال، فإن المعروف أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر إلا أربع عمر. كلهن في ذي القعدة.
(¬1) في "زاد المعاد" (1/ 454 - 455).
(¬2) في "السنن" (2/ 188 رقم 39) وقد تقدم.
(¬3) في "السنن الكبرى" (3/ 142) وقد تقدم.
(¬4) في "السنن" (2/ 188).
(¬5) في "التلخيص" (2/ 92 - 93).
(¬6) في "السنن الكبرى" (3/ 142).
(¬7) في "زاد المعاد" (1/ 454 - 455).

الصفحة 746