كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

- وفي أخرى (¬1): "كَانَ يُخَفِّفُهُمَا حَتَّى أَقُولَ: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ القُرْآنِ".
- وفي أخرى للنسائي (¬2): "كَانَ إِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ بَالأَذَانِ الأّوَّلِ مِنْ صَلَاةِ الفَجْرِ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الفَجْرِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَبِينَ الفَجْرُ، ثُمَّ يَضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ". [صحيح]
قوله: "حتى أقول: هل قرأ فيهما بأم القرآن"، كأنها تشكك في ذلك، ولكنه قد ثبت، ويأتي عند أبي داود (¬3) من حديث ابن عباس: "أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ فيهما بـ {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} (¬4) الآية، وفي الثانية: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} (¬5) الآية".
وأخرج (¬6) أيضاً عن أبي هريرة: "أنه - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون - أي: في الأولى - وقل هو الله أحد - أي: في الثانية".
والمراد بهذا كله بعد الفاتحة.
قوله: "فركع ركعتين [235 ب] خفيفتين" قيل الحكمة (¬7) في تخفيفهما المسارعة إلى صلاة الصبح أول الوقت، وقيل: ليستفتح صلاة النهار بركعتين خفيفتين، كما كان يصنع في صلاة الليل.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (1171)، مسلم رقم (92/ 724).
(¬2) في "السنن" رقم (1762)، وهو حديث صحيح.
(¬3) في "السنن" (1259). أخرجه مسلم رقم (727)، والنسائي رقم (944)، وهو حديث صحيح.
(¬4) سورة البقرة الآية (136).
(¬5) سورة آل عمران الآية (53).
(¬6) في "السنن" رقم (1256). وأخرجه مسلم رقم (726)، وابن ماجه رقم (1148)، والنسائي رقم (945).
(¬7) انظر: "فتح الباري" (3/ 46).

الصفحة 768