كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وحديث الأمر بها تفرد عبد الواحد بن زياد وغلط فيه.
وأمّا ابن حزم (¬1) ومن تابعه (¬2) فإنهم يوجبون هذه الضجعة، ويبطل ابن حزم [238 ب] صلاة من لم يضطجعها لهذا الحديث، وهذا ممّا انفرد به عن الأمة.
ورأيت مجلداً لبعض أصحابه قد نصر فيه هذا المذهب، وقد ذكر عبد الرزاق في "المصنف" (¬3) عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين: "أن أبا موسى ورافع بن خديج وأنس بن مالك كانوا يضطجعون بعد ركعتي الفجر ويأمرون بذلك" (¬4).
وذكر (¬5) عن معمر عن نافع: "أنّ ابن عمر كان لا يفعله ويقول: كفى بالتسليم".
وذكر (¬6) عن ابن جريج: "أخبرني من أصدق أنّ عائشة كانت تقول: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يضطجع لسنة ولكنه كان يدأب ليلته فيستريح".
قال (¬7): "وكان ابن عمر يحصبهم إذا رآهم يضطجعون على أيمانهم" (¬8).
وذكر ابن أبي شيبة (¬9): أنّ ابن عمر رأى قوماً اضطجعوا بعد ركعتي الفجر، فأرسل إليهم فيها، فقالوا: نريد سنة فقال: أخبرهم أنها بدعة.
¬__________
(¬1) في "المحلى" (3/ 199).
(¬2) انظر: "فتح الباري" (3/ 43 - 44).
(¬3) (3/ 42 - 44).
(¬4) انظر: "فتح الباري" (3/ 43)، و"طرح التثريب" (2/ 671 - 672).
(¬5) انظر: "المحلى" (3/ 200).
(¬6) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4722) بسند ضعيف.
(¬7) ابن القيم في "زاد المعاد" (1/ 309).
(¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 248).
(¬9) في "مصنفه" (2/ 249).

الصفحة 774