كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

ثم قال ابن القيم (¬1): وقد غلا في هذه الضجعة طائفتان، وتوسط فيها ثالثة، فأوجبها جماعة من أهل الظاهر (¬2)، وأبطلوا الصلاة بتركها كابن حزم ومن تبعه.
وكرهها جماعة من الفقهاء (¬3) وسمّوها بدعة، وتوسط فيها مالك (¬4) وغيره فلم يروا بها بأساً لمن فعلها راحة، وكرهوها لمن فعلها استناناً، واستحبها طائفة (¬5) على الإطلاق سواء استراح بها أو لا. انتهى باختصار فقد طوّل الكلام فيها.
قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".
قلت: وعقد له الترمذي (¬6) باباً كما عقد له أبو داود (¬7) فقال: باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وساق حديث أبي هريرة ثم قال (¬8): حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، انتهى.
أخرجه أبو داود (¬9) من طريق عبد الواحد بن زياد وفيه قال الذهبي في "المغني" (¬10): عبد الواحد بن زياد العبدي عن الأعمش وغيره، صدوق يغرب، قال ابن معين: ليس بشيء،
¬__________
(¬1) في "زاد المعاد" (1/ 309).
(¬2) في "المحلى" (3/ 199).
(¬3) انظر: "فتح الباري" (3/ 43)، "المحلى" (3/ 199).
(¬4) انظر: "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (3/ 83)، "عارضة الأحوذي" (2/ 216).
(¬5) "المجموع شرح المهذب" (3/ 523)، "المحلى" (3/ 200).
(¬6) في "السنن" (2/ 281 الباب رقم 311).
(¬7) في "السنن" (2/ 47 الباب رقم 293).
(¬8) في "السنن" (2/ 281).
(¬9) في "السنن" رقم (1261)، وهو حديث صحيح.
(¬10) "المغني في الضعفاء" (2/ 410 رقم 3867).

الصفحة 775