كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وقال ابن العربي (¬1): وجه التمثيل أن العبد كما يتدنس [بالأقذار] (¬2) المحسوسة في ثيابه وبدنه، ويطهر بالماء الكثير، فكذلك الصلوات تطهر العبد عن أقذار الذنوب حتى لا يبقى له ذنب إلا أسقطته. انتهى.
وظاهره: أن المراد بالخطايا في الحديث ما هو أعم من الصغيرة والكبيرة. لكن قال ابن بطال (¬3): يؤخذ من الحديث أن المراد الصغائر خاصة؛ لأنه شبه الخطايا بالدرن، والدرن صغير بالنسبة إلى ما هو أكبر منه من القروح والخرّاجات، انتهى.
قال الحافظ (¬4): وهو مبني على أن المراد بالدرن في الحديث الحب، والظاهر أن المراد به الوسخ؛ لأنه هو الذي يناسبه الاغتسال والطيب، وقد جاء من حديث (¬5) أبي سعيد التصريح بذلك [390/ أ].
قال القرطبي (¬6): ظاهر الحديث: أن الصلوات الخمس تستقل بتكفير جميع الذنوب، وهو مشكل، لكن روى مسلم قبله حديث إسماعيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: "الصلوات الخمس كفارة لما بينها ما اجتنبت الكبائر" (¬7).
¬__________
(¬1) في عارضة الأحوذي (10/ 315).
(¬2) كذا في (أ. ب) والذي في "العارضة" الأقتار.
(¬3) في شرح "صحيح البخاري" (2/ 157).
(¬4) في "فتح الباري" (2/ 12).
(¬5) أخرجه البزار في "مسنده" (رقم 344 - كشف)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 298): رواه البزار والطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه عبد الله بن قريظ، ذكره ابن حبان في الثقات، وبقية رجاله رجال الصحيح. وهو حديث صحيح لغيره.
(¬6) في "المفهم" (1/ 492).
(¬7) أخرجه مسلم رقم (233) والترمذي رقم (214) وأحمد (2/ 359، 400، 414). وهو حديث صحيح.

الصفحة 8