كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

لكن هذا [الأخير] (¬1) ينبني على كونه مندوباً أولا، وقد اختلفوا في أول وقته أيضاً، وفي كونه أفضل صلاة التطوع، أو الرواتب أفضل منه، أو خصوص ركعتي الفجر. انتهى.
ثاني عشرة وقع الخلاف فيها في الوتر.
الأول: حديث (بريدة).
1 - عن بريدة - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا. قَالهَاَ ثَلاَثاً". أخرجه أبو داود (¬2). [حسن لغيره]
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا، قالها ثلاثاً".
أي: قال: "الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا" كما في "الجامع" (¬3).
قال ابن عبد البر (¬4): في السلف من يقول بوجوب الوتر، وهو مذهب أبي حنيفة (¬5) وأصحابه, وحجتهم حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه (¬6)، عن جده, أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله قد زادكم صلاة إلى صلاتكم، وهي الوتر فحافظوا عليها".
¬__________
(¬1) سقطت من (أ. ب) وأثبتناها من "فتح الباري" (2/ 478).
(¬2) في "السنن" رقم (1419).
وأخرجه أحمد (5/ 357) وفي إسناده عبيد الله بن عبد الله العتكي متكلم فيه، وقال الحافظ في "التقريب" رقم (4312): صدوق يخطئ. وهو حديث حسن لغيره.
(¬3) (6/ 42 رقم 4128).
(¬4) في "الاستذكار" (5/ 263 رقم 6726، 6727، 6728).
(¬5) انظر: "البناية في شرح الهداية" (2/ 565).
(¬6) أخرجه أحمد (2/ 206) بسند ضعيف، لضعف المثنى بن الصباح، وابن أبي شيبة، في "المصنف" (2/ 297)، بسند ضعيف، لضعف الحجاج بن أرطاة, والمروزي في كتاب "الوتر" (ص 111)، والطيالسي رقم (2263)، وهو حديث حسن لغيره.

الصفحة 807