كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وحديث خارجة بن حذافة (¬1) قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الله أمدَّكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، الوتر جعلها لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر".
وحديث بريدة (¬2) الأسلمي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الوتر حق فمن لم يوتر فليس منّا".
قال ابن عبد البر (¬3): وهذه آثار محتملة للتأويل؛ لأن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "زادكم صلاة" ليس بموجب للفرض لاحتماله أن يكون زادنا فيما يكون لنا زيادة في أعمالنا، كما جاء في الوصية عنه صلى الله عليه [254 ب] وآله وسلم: "إن الله جعل لكم ثلث أموالكم زيادة في أعمالكم" (¬4)، ومعلوم أن ما هو لنا فهو خلاف ما افترض علينا، ويصحح هذا التأويل قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (¬5)، ولو كانت ستاً لم يكن فيها وسطى.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد". وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل الصلوات الخمس" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود رقم (1418)، والترمذي رقم (452)، وابن ماجه رقم (1168).
وهو حديث حسن، دون قوله: "هي خير لكم من حمر النعم".
(¬2) تقدم، وهو حديث حسن لغيره.
(¬3) في "الاستذكار" (5/ 264) رقم (6730, 6731 ,6732, 6733).
(¬4) أخرجه ابن ماجه رقم (2709)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 268)، والبزار في "مسنده" كما في "نصب الراية"، (4/ 400)، وقال: لا نعلم رواه عن عطاء إلا طلحة بن عمرو، وليس بالقوي: وهو حديث ضعيف، وسيأتي تخريجه مطولاً.
(¬5) سورة البقرة الآية (238).
(¬6) أخرجه البخاري رقم (528)، ومسلم رقم (283)، وقد تقدم.

الصفحة 808