كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

والظاهر أن المراد بهم المؤمنون؛ لأنهم أهل القرآن، وأمّا من قال للأعرابي: "ليس لك (¬1) " فما فيه حجة لأنه كلام صحابي.
قوله: "أخرجه أصحاب السنن".
قلت: إنّ الترمذي (¬2) بوّب له باب ما جاء أن الوتر ليس بحتم، فساق حديث علي هذا، ثم قال (¬3): وفي الباب عن ابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس.
قال أبو عيسى (¬4): حديث علي حسن، وروى سفيان الثوري وغيره عن أبي إسحاق، عن عاصم بن حمزة, عن علي قال: الوتر ليس بحتم كهيئة الصلاة المكتوبة, ولكن سنة سنّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬5) حدّثنا بذلك بندار، وقال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، وهذا أصح من حديث أبي بكر بن عيَّاش. انتهى.
يريد بحديث أبي بكرة بن عياش، هو ما ساق لفظه المصنف هنا، وابن [512/ أ] الأثير (¬6) [255 ب] ساق الروايتين جميعاً عن الترمذي، فلو اختار المصنف الرواية (¬7) التي قال الترمذي.
أنها أصح لكان أولى.
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (1417)، وابن ماجه رقم (1170). وهو حديث ضعيف.
(¬2) في "السنن" (2/ 316).
(¬3) الترمذي في "السنن" (2/ 316).
(¬4) في "السنن" (2/ 316).
(¬5) أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (454).
(¬6) في "الجامع" (6/ 43).
(¬7) برقم (454)، وهو حديث صحيح.

الصفحة 810