كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

الحادي عشر: حديث (جابر).
11 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ, فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ". أخرجه مسلم (¬1)، والترمذي (¬2). [صحيح]
قوله: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله" وهذا الإيتار مأذونُ فيه على تقدير أن لا يظن قيام آخر الليل.
قوله: "مشهودة محضورة" أي: تشهدها ملائكة (¬3) الرحمة، وفيه دليل صريح على أن من وثق باستيقاظه آخر الليل، فتأخيره الوتر إلى آخره أفضل، ومن لا يثق بذلك فتقديمه أفضل.
قوله: "أخرجه مسلم، والترمذي".
قلت: الترمذي (¬4) رواه بصيغة التمريض ولفظه: وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من خشي منكم ألاّ يستيقظ من آخر الليل ... " الحديث.
وقال (¬5): "فإن قراءة القرآن في آخر الليل محضورة, وهي أفضل".
ثم قال (¬6): حدّثنا بذلك هنّاد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر [265 ب]، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. انتهى. فهذا سنده آخر.
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (163/ 755).
(¬2) في "السنن" رقم (456).
أخرجه أحمد (3/ 348)، وابن ماجه رقم (1187)، وهو حديث صحيح. وقد تقدم.
(¬3) قاله النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 25).
(¬4) في "السنن" (2/ 318).
(¬5) أي: الترمذي في "السنن" (2/ 318).
(¬6) في الترمذي في "السنن" (2/ 318).

الصفحة 832