كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قال: وله (¬1) في أخرى: "من نام عن وتره ... " الحديث الذي أتى به المصنف، إلا أنه بلفظ: "فليصل (¬2) إذا ذكر وإذا استيقظ" بالواو لا بأو.
قال: وأخرج أبو داود (¬3)، الرواية الثانية إلى قوله: "إذا ذكر". انتهى.
قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".
قلت: قال الترمذي (¬4) - بعد سياقه اللفظين اللذين سقناهما -: وفي لفظ: "من نام عن وتره فليصل إذا أصبح" أصح من الحديث [266 ب]، الأول: وذكر وجه ذلك بأن الأول من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
والثاني: من رواية عبد الله بن زيد بن أسلم، وذكر عن البخاري أن علي بن عبد الله ضعّف عبد الرحمن، ووثق عبد الله. انتهى.
قال الترمذي (¬5): وقد ذهب بعض أهل الكوفة إلى هذا، قالوا: يوتر الرجل إذا ذكر وإن كان بعدما طلعت الشمس، وبه يقول سفيان (¬6) الثوري. انتهى.
قلت: إلاّ أنه قد عارضه ما قاله الترمذي أيضاً: أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا وتر بعد صلاة الصبح" (¬7).
¬__________
(¬1) أي: للترمذي في "السنن" رقم (465)، وهو حديث صحيح.
(¬2) وهو كما قال الشارح.
(¬3) في "السنن" رقم (1431)، وهو حديث صحيح.
(¬4) في "السنن" (2/ 330 - 331).
(¬5) في "السنن" (2/ 331).
(¬6) انظر: "المجموع شرح المهذب" (3/ 533)، "المحلى" (4/ 179 - 181).
(¬7) تقدم نصه وتخريجه.

الصفحة 835