كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قلت: وأخرجه الترمذي (¬1): وترجم له: باب لا وتران في ليلة، وساقه بسنده إلى قيس ابن طلق بن علي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا وتران في ليلة".
قال أبو عيسى (¬2): هذا حديث حسن غريب، واختلف أهل العلم في الذي يوتر من أول الليل ثم يقوم من آخره, فرأى بعض أهل العلم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم نقض الوتر، وقالوا: يضيف إليه ركعة ويصلي ما بدا له، ثم يوتر في آخر صلاته؛ لأنه لا وتران في ليلة، وهو الذي ذهب إليه إسحاق (¬3).
وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم: إذا أوتر من أول الليل ثم نام، ثم قام من آخر الليل، فإنه يصلي ما بدا له، ولا ينقض وتره, ويدع وتره على ما كان، وهو قول سفيان (¬4) الثوري، ومالك (¬5) بن أنس، وابن المبارك (¬6) [526/ أ]، وأحمد (¬7)، وهذا أصح (¬8)؛ لأنه قد روي من غير وجه, أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صلى بعد الوتر. انتهى.
قوله: "أخرجه البخاري".
قوله: "وزاد رزين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... " الحديث.
¬__________
= وتابعهم كذلك السراج بن عقبة, عن قيس به. أخرجه أحمد (4/ 23).
وهو حديث صحيح.
(¬1) في "السنن" (2/ 333 الباب رقم 344).
(¬2) في "السنن" (2/ 334).
(¬3) انظر: "المغني" (2/ 598).
(¬4) انظر: "الأوسط" (5/ 200).
(¬5) انظر: "المنتقى" للباجي (1/ 224) "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (3/ 101).
(¬6) انظر: "المجموع شرح المهذب" (3/ 521).
(¬7) "المغني" (2/ 598).
(¬8) انظر: "الأوسط" (5/ 199).

الصفحة 838