كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قوله: "وله" أي: ابن عمر في رواية أخرى، ويحتمل أن ضمير (له) لمالك لأنه لم يرو هذا اللفظ وهو قوله: "صلاة المغرب وتر النهار" إلا مالك، كما رأيناه في "الموطأ" (¬1)، ولم نجده في البخاري؛ ولأن ابن الأثير (¬2) أيضاً إنما نسبه إلى "الموطأ".
واعلم أنه في "الموطأ" وجامع ابن الأثير موقوف على ابن عمر، ليس بمرفوع إليه - صلى الله عليه وسلم -، والمصنف رفعه إليه - صلى الله عليه وسلم - وهو وهم.
الثامن عشر: حديث (علي - عليه السلام -).
18 - وعن علي - رضي الله عنه - قال: "كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُوُل فِي وِتْرِهِ: اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِك, وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ". أخرجه أصحاب السنن (¬3). [صحيح]
قوله: "كان يقول في وتره". لفظ أبي داود (¬4): "في آخر وتره".
قال ابن القيم (¬5): وهذا يحتمل أن يكون قبل فراغه منه وبعده، وفي إحدى روايات النسائي (¬6): "كان يقول إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه" وفي هذه [270 ب] الرواية: "لا
¬__________
(¬1) (1/ 125 رقم 22) وهو أثر موقوف صحيح.
(¬2) في "الجامع" (6/ 63 - 64 رقم 4169).
(¬3) أخرجه أبو داود رقم (1427)، والترمذي رقم (3566)، وقال: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والنسائي رقم (1747)، وابن ماجه رقم (1179).
وهو حديث صحيح.
(¬4) في "السنن" رقم (1427).
(¬5) في "زاد المعاد" (1/ 325).
(¬6) انظر: "زاد المعاد" (1/ 325).

الصفحة 843