كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

عَذْبٌ، فمنْ أدركَ ذلكَ مِنْكُمْ فَلْيقَعْ في الذي يراهُ نارًا، فإنَّهُ ماءٌ عَذْبٌ طَيبٌ، وإن الدَّجَّالَ مَمْسوحُ العَيْنِ، عليها ظَفَرَةٌ غَليظَةٌ، مَكْتوبٌ بينَ عَيْنيهِ: كافِر، يَقْرَؤُهُ كلُّ مُؤْمِنٍ كاتِبٍ وغيرِ كاتِب".
"عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الدجال يخرجُ وإنَّ معه ماءً وناراً": فمن صدَّقه رضي عنه وأعطاه من مائه، ومن كذبه غضب عليه ورماه في ناره.
"فأما الذي يراه الناس ماء؛ فنارٌ تحرق"؛ يعني: جعل الله له الماء البارد النار المحرقة المخلدة.
"وأما الذي يراه الناس ناراً؛ فماء بارد عذب"؛ يعني: جعل الله ناره ماء بارداً، كالنار النمرودية التي جعلها الله لخليله - عليه السلام - بردًا وسلامًا.
"فمن أدرك ذلك منكم، فليقع في الذي يراه ناراً؛ فإنه ماء عذب طيب، وإن الدجَّال ممسوح العين"؛ أي: له عين واحدة، وموضع عين أخرى ممسوح مثل جبهته ليس ثمة أثر عين.
"عليها"؛ أي: على تلك العين.
"ظفرة غليظة": و (الظفرة) بفتحتين: جليدة تغشى العين نابتة من الجانب الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها.
قال الأصمعي: هي لحيمة تنبت عند المآق في كثرة البكاء أو الماء.
"مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤ [هـ] كل مؤمن كاتب وغير كاتب".
* * *

4230 - وعن حُذَيْفة قالَ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدَّجَّالُ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ، معَهُ جَنَّتُهُ ونارُهُ، فنارُهُ جنَّةٌ، وجَنتهُ نارٌ".

الصفحة 562