كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

به: ديني قائم فيكم، أو يريد تحقيق خروجه؛ يعني: لا تشكوا فيه، فإنه سيخرج لا محالة.
والأوجه: أن يراد به عدم علمه بوقت خروجه؛ لعدم علمه بالساعة.
"والله خليفتي على كل مسلم"؛ يعني: أنه تعالى وليُّ كل مسلم وحافظ [ـه] , فيعينه عليه، ويدفع شره عنه.
وهذا دليل على أن المؤمن الموقن لا يزال منصورًا وإن لم يكن معه نبي ولا إمام.
"إنه شاب قطط": بفتحتين؛ أي: شديد الجعودة مثل شعور الحبش.
"عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العُزَّى" بضم العين المهملة والزاي المعجمة المشددة المفتوحة: يهودي من خزاعة، مات في الجاهلية.
"ابن قطن": بفتح القاف والطاء المهملة المفتوحة، وتشبيهه إشارة إلى أنه كذَّاب.
"فمن أدركه منكم، فليقرأْ عليه فواتحَ سورة الكهف"؛ أي: أوائلها، جمع فاتحة، وهي أول كل شيء، والتخصيصُ به دون سائر السور تعبديٌّ لا يُعقَل معناه، أو لأن فواتحها مشتملة على قصة أصحاب الكهف، وعصمتهم من دقيانوس وجنده، فكذا من قرأها حفظ من الدجال.
"وفي رواية: فليقرأ عليه بفواتح سورة الكهف؛ فإنها جوازكم": وهو بكسر الجيم (¬1) والزاي المعجمة، وهو الصكُّ الذي يأخذه المسافر من السلطان أو نوابه؛ لئلا يتعرض له المترصدةُ في الطريق.
وفي بعض النسخ بالراء المهملة، فمعناه: حافظكم.
¬__________
(¬1) المشهور أنه بالفتح، انظر: "القاموس المحيط"، (مادة: جوز).

الصفحة 566