كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

"من فتنته إنه خارج من خَلَّة": وهو - بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام -: الطريق في الرمل، يذكر ويؤنث؛ يعني: يخرج الدجال من طريق واقع "بين الشام والعراق، فعاث يميناً": بصيغة الماضي؛ أي: أفسد جانب يمينه.
"وعاث شمالاً"؛ أي: جانب شماله.
وفي بعض بصيغة اسم الفاعل؛ أي: مفسد، وهذا أظهر من حيث العطف.
وفيه إشارة إلى أنه لا يكتفي بالإفساد فيما يطأه من البلاد، بل يبعث سراياه يمينًا وشمالًا، فلا يأمن ولا يخلو من فتنته موطن.
"يا عباد الله فاثبتوا"؛ أي: يومئذ على ما أنتم عليه الآن من الإيمان, ولا تتبعوا اللعين، ولو فعل بكم من العقوبات، والخطاب مع الصحابة والمراد: من يدركه.
"قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يومًا؛ يوم كسنة": قيل: يمكن إجراؤه على ظاهره؛ لأن الله تعالى قادر على أن يزيد في اليوم من الأجزاء مقدار السنة، فيكون بقدر السنة.
"ويوم كشهر، ويوم كجمعة": وقيل: يمكن أن يحمل معناه: أن فتنة الدجال وشدة بلائه على المؤمنين تكون في أول الأمر أشد وأصعب، وكلما مرَّ زمان، ضَعُفَ أمره، ويهون كيده؛ لأن الحقَّ يزيد كل وقت نورًا وعزاً، والباطل ينقص، وأيضًا فإن الناس إذا اعتادوا بالبلاء والمحنة، فإنه يهون عليهم إلى أن يضمحل أمره.
"وسائر أيامه كأيامكم": وفيه إشارة إلى أن الامتداد في الأيام الثلاثة على القدر المذكور.
"قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره"؛ أي: قدروا لوقت الصلاة قدر وقتها في سائر الأيام،

الصفحة 567