كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

فصلوا كلَّ صلاة إذا ذهب القدر الذي كان يذهب في سائر الأيام، ويدخل وقتها.
"قلنا: يا رسول الله! وما إسراعه في الأرض؟ "؛ أي: كيف إسراعه؟
قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم"؛ أي: ماشيتهم.
"أطول ما كانت ذُرى": بضم الذال المعجمة وفتح الراء المهملة؛ أي: أسنمة جمع ذروة، وهي: أعلى سنام البعير، وذروة كل شيء: أعلاه.
"وأسبغه": أفعل تفضيل من السبوغ؛ أي: أتمه.
"ضروعاً": جمع الضرع؛ وهو الثدي؛ أي: تعود إليهم ماشيتهم سماناً كثيرة الدر [أكثر] مما كانت قبل، والضمير فيه للفظة (ما)، وكذا في:
"وأمده خواصر": جمع خاصرة، وهي ما تحت الجنب، وكونها أمدها كناية عن كثرة الأكل والامتلاء؛ أي: أوسعها وأتمها.
"ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين"؛ أي: يصيرون أصحاب مَحْل، وهو القحط، من (أمحل): إذا دخل في القحط، وأصله انقطاع المطر، ويبس الأرض والكلأ.
"ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة"؛ أي: بالأرض الخربة.
"فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل": جمع يعسوب، وهو أمير النحل، ومنه قيل للسيد: يعسوب قومه، والمعنى: تتبعه كنوز الأرض، كما يتبع النحل اليعسوب الذي هو ملكها.
"ثم يدعو رجلًا ممتلئاً شبابًا"؛ أي: يكون في عنفوان شبابه، نصب

الصفحة 568