كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

"من يهود أصفهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة": جمع الطيلسان.
قال سليمان بن جرير: ليس هذا أصفهان العراق، إنما هو أصفهان بخراسان.
* * *

4235 - وقالَ: "يأتي الدَّجَّالُ، وهوَ مُحَرَّمٌ عليهِ أنْ يَدخُلَ نِقابَ المَدينةِ، فينزِلُ بَعْضَ السِّباخِ التي تَلي المَدينَةَ، فيخرُجُ إليهِ رَجُل، وهو خَيْرُ النَّاسِ، أو منْ خِيارِ النَّاسِ، فيقولُ: أَشْهَدُ أنَّكَ الدَّجَّالُ الذي حَدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَديثَهُ، فيقولُ الدَّجَّالُ: أرأَيْتُمْ إنْ قَتلتُ هذا ثمَّ أَحْيَيْتُهُ هلْ تَشُكُّونَ في الأَمْرِ؟ فيقولونَ: لا، فيقتُلُهُ ثمَّ يُحْييهِ، فيقولُ: والله ما كنْتُ فيكَ أَشَدَّ بَصيرةً منِّي اليَوْمَ، فيُريدُ الدَّجَّالُ أنْ يقتُلَهُ فلا يُسلَّطُ عليهِ".
"وقال: يأتي الدجال، وهو محرَّم عليه أن يدخل نِقابَ المدينة": وهو بكسر النون: جمع نقب، وهو الطريق بين الجبلين؛ أي: لا يستطيع أن يدخل طرفها.
"فينزل بعض السِّباخ": بكسر السين: جمع سبخة.
"التي تلي المدينة، فيخرج إليه رجل": قيل: هو الخضر عليه الصلاة والسلام.
"وهو خير الناس، أو من خيار الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا، ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا"؛ أي: لا نشك، وإنما قالوا ذلك خوفًا منه، لا تصديقًا، ويحتمل: أنهم قصدوا لا نشك في كذبك وكفرك، وخادعوه بهذه التورية خوفًا منه.

الصفحة 577