كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

خاطبوها مخاطبة المتعجب.
"قالت: أنا الجساسة": سميت جساسة؛ لأنها تجسس الأخبار للدجَّال، والحيوان ينطق بقدرة الله تعالى.
"انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير"؛ أي: في دير النصارى.
"فإنه إلى خبركم بالأشواق": وفيه مبالغة؛ أي: كأن الأشواق إلى خبركم ملتصقة به وهو بها.
"قال: لما سمت لنا رجلًا فَرِقنا": بكسر الراء؛ أي: فزعنا وخفنا.
"منها أن تكون شيطانة، قال: انطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان"؛ أي: في الجثة.
"ما رأيناها"؛ أي: الأعظم.
"قط خلقًا، وأشده وثاقًا، مجموعة يده إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري"؛ أي: على أن تخبروني عن حالكم، أو على خبري إياكم.
"فأخبروني": أنتم عن حالكم.
"ما أنتم"؛ أي: من أنتم؟ أو ما حالكم؟
"قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية، فلعب بنا البحر شهرًا، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابةٌ أهلَبُ، فقالت: أنا الجساسةُ، اعمدوا"؛ أي: اقصدوا.
"إلى هذا الرجل في الدير، فأقبلنا إليك سراعًا"؛ أي: مسرعين.
"فقال: أخبروني عن نخل بيسان": بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت: قرية بالشام.

الصفحة 582