كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

- بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة والصاد والراء المهملتين - قضيب يشير به الملك، أو الخطيب إذا خطب.
"في المنبر: هذه طيبة، هذه طيبة؛ يعني: المدينة": سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - بها؛ لأنها طاهرة، آمنها الله تعالى من كل خبث ونفاق، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المدينة كالكير تنفي خبثها".
"ألا هل كنتُ حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم، ألا إنه"؛ أي: المسيح الدجال.
"في بحر الشام، أو في بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق": تردده - صلى الله عليه وسلم - في موضعه للشك، وظن أنه لا يخلو عن هذه المواضع الثلاثة؛ فلما ذكر البحرين تيقن من جهة الوحي، أو غلب على ظنه: أنه من قبل المشرق؛ فنفى الأولين، وأضرب عنهما، وأثبت الثالث، أو علم موضعه، وردَّد لمصلحة.
ولم تكن العرب تسافر يومئذ إلا في هذه البحرين، أو أراد ببحر الشام ما يلي الجانب الشامي، وببحر اليمن ما يلي الجانب اليماني، والبحر بحر واحد ممتدّ على أحد جوانب جزيرة العرب.
"ما هو": (ما) زائدة، و (هو) مبتدأ خبره الظرف المتقدم، أو موصولة مبتدأ خبره (هو)؛ أي: الجانب الذي هو فيه قبل المشرق.
"وأومأ بيده"؛ أي: أشار بها "إلى المشرق".
* * *

4239 - عن عبدِ الله بن عُمَرَ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيتُني الليلَةَ عِنْدَ الكعبةِ، فرأيتُ رَجُلًا آدمَ كأحْسَنِ ما أنتَ راءٍ منْ أُدْمِ الرِّجالِ، لهُ لِمَّةٌ كأحْسَنِ ما أنتَ راءٍ مِنَ اللِّمَم، قد رجَّلَها فهيَ تقطُرُ ماءً، مُتَّكِئًا على عَواتِقِ رَجُلَيْنِ، يَطُوفُ

الصفحة 584