كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

بالبيتِ، فسألتُ مَنْ هذا؟ فقالوا: هذا المَسيحُ ابن مريمَ"، قال: ثمَّ إذا أنا برجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أعوَرِ العَيْنِ اليُمنَى، كانَّ عَيْنَهُ عِنَتة طافِية، كأشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بابن قَطَنٍ، واضعا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ يَطوفُ بالبيتِ، فسألتُ: مَنْ هذا؟ فقالوا: هذا المَسِيحُ الدَّجَّالُ".
وفي رِوايةٍ: قالَ في الدَّجَّال: "رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسيمٌ، جَعدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ عَيِنهِ اليُمنَى، أقرَبُ النَّاسِ بهِ شَبَهًا ابن قَطَنٍ".
"عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيتُني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلًا آدم"؛ أي: أسمر.
"كأحسن ما أنت راءً من أُدْمِ الرجال له لمة": وهو بكسر اللام وفتح الميم المشددة: الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن.
"كأحسن ما أنت راءٍ من اللِّمم": جمع لمة.
"قد رجَّلها"؛ أي: سرَّحها وامتشطها.
"فهي تقطر ماء، متكئًا على عواتق رجلين": جمع عاتق، وهو موضع الرداء من الكتف.
"يطوف بالبيت، فسألت من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح ابن مريم": كوشف في رؤياه - صلى الله عليه وسلم - نزول عيسى - عليه السلام - على صفة الحسن والبهاء وإقامة الدين، ينزل بأحسن ما يكون عليه الإنسان؛ ظاهرًا وباطنًا، متكئًا على العصمة والتأييد، فيطوف حول الدين، ويصلح فاسده.
"قال: ثم إذا أنا برجل جَعْدٍ"؛ أي: كثير الشعر.
"قَطَط"؛ أي: شديد الجعودة.
"أعور العين اليمنى، كان عينه عنبة طافية، كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن، واضعًا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فسألت من هذا؟

الصفحة 585