كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 5)

4250 - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّ ابن صَيَّادٍ سَأَلَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عنْ تُربةِ الجنَّةِ، فقال: "دَرْمَكَة بَيْضاءُ مِسْكٌ خالِصٌ".
"عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن ابن صياد سأل النبي - عليه الصلاة والسلام - عن تربة الجنة، فقال: دَرْمَكةٌ" بفتح الدال وسكون الراء المهملتين: ترقيق (¬1) الحُوارى، ويروى: (درمقة)، وهو بمعناه، فقوله: "بيضاء"؛ للتأكيد، شبَّه تربة الجنة بها لبياضها.
"مسك خالص": شبَّهها بالمسك؛ لطيبها.
* * *

4251 - عن نافعٍ قال: لقيَ ابن عُمرَ ابن صَيَّادٍ في بَعْضِ طُرُقِ المدينةِ، فقالَ لهُ قولًا أَغْضَبَهُ، فانتَفَخَ حتَّى مَلأَ السِّكَّةَ، فدخلَ ابن عُمرَ على حَفْصَةَ وقدْ بَلَغَها، فقالتْ لهُ: رَحِمَكَ الله، ما أَرَدْتَ منْ ابن صَيَّادٍ؟ أما علِمْتَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّما يَخْرُجُ منْ غَضْبةٍ يغضَبُها".
"قال نافع: لقي ابن عمر ابن صياد في بعض طرق المدينة، فقال له"؛ أي: ابن عمر لابن صياد "قولًا أغضبه" ذلك القول.
"فانتفخ"؛ أي: صار بدنه منتفخًا من الغضب.
"حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة، وقد بلَّغها"؛ أي: ابن عمر تلك القصة التي جرى بينه وبين ابن صياد إلى حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
"فقالت له: رحمك الله! ما أردت": (ما) للاستفهام، محله نصب؛ لكونه مفعول (أردت) مقدمًا عليه؛ أي: أي شيء أردت "من ابن صياد؟ أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما يخرج"؛ أي: الدجَّال.
¬__________
(¬1) في"ت" و"غ": " الرقيق، والتصويب من "القاموس"، (مادة: درمك).

الصفحة 598