كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 5)

" صفحة رقم 28 "
والشاء ، فأتيته فأنشأت أقوال هذا الشعر : امنن علينا رسول الله في كرم
فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر
مفرق شملها في دهرها غير
أبقت لنا الحرب هتافاً على حرن
على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم نعماء تنشرها
يل أرجح الناس حلماً حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها
إذ فوك يملأوها من محضها الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
يا خير من مرحت كمت الجياد به
عند الهياج إذا ما استوقد الشرر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته
واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا نؤمل عفواً منك نلبسه
هذى البرية أن تعفو وتنتصر
إنا لنشكر للنعمى وقد كفرت
وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه
من أمهاتك أن العفو مشتهر
واعف عفا الله عما أنت راهبه
يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر
وفي رواية الطبراني تقديم وتأخير في بعض الأبيات ، وتغيير لبعض ألفاظ ، فترتيب الأبيات بعد قوله : إذ أنت طفل قوله : لا تجعلنا ، ثم إنا لنشكر ، ثم فالبس العفو ، ثم تأخير من مرحت ، ثم إنا نؤمل ، ثم فاعف . وتغيير الألفاظ قوله : وإذ يربيك بالراء والباء مكان الزاي والنون . وقوله للنعماء : إذ كفرت . وقوله : إذ تعفو . وفي رواية الطبراني قال : فلما سمع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) هذا الشعر قال ( صلى الله عليه وسلم ) ) : ( ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ) وقالت قريش : ما كان لنا فهو لله ولرسوله . وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو لله ولرسوله . وفي رواية التنوخي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ) : ( أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فللَّه ولكم ) وقالت الأنصار : ما كان لنا فللَّه ولرسوله ، ردّت الأنصار ما كان في أيديها من الذراري والأموال .
( رَّحِيمٌ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَاذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن ( لما أمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) علياً أنْ يقرأ على مشركي مكة أول براءة ، وينبذ إليهم عهدهم ، وأنّ الله بريء من المشركين ورسوله قال أناس : يا أهل مكة ستعلمون ما تلقون من الشدّة وانقطاع السبل وفقد الحمولات فنزلت . وقيل : لما نزل إنما المشركون نجس ، شق على المسلمين وقالوا : من يأتينا بطعامنا ، وكانوا يقدمون عليهم بالتجارة ، فنزلت : وإن خفتم عيلة الآية . والجمهور على أنّ المشرك من اتخذ مع الله إلهاً آخر ، وعلى أنّ أهل الكتاب ليسوا بمشركين . ومن العلماء من أطلق عليهم اسم الاشراك لقوله : ) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ( أي يكفر به . وقرأ الجمهور : نجس بفتح النون والجيم ، وهو مصدر نجس نجساً أي قذر قذراً ، والظاهر الحكم عليهم بأنهم نجس أي ذوو نجس . قال ابن عباس ، والحسن ، وعمر بن عبد العزيز ،

الصفحة 28