كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

ابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: (وَيَجْعَلُ) برفع اللام استئنافًا، وقرأ الباقون: بجزمها عطفًا على محل (جَعَلَ) لأنه جواب الشرط (¬1)؛ لأن التقدير: تبارك الذي إن يَشَأْ يجعلْ، وقرأ أبو عمرو: (لَك قُّصُورًا) و (رَبُّك قَّدِيرًا) بإدغام الكاف في القاف فيهما (¬2).
قال - صلى الله عليه وسلم -: "عَرَضَ عليَّ ربي ليجعلَ لي بطحاءَ مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبعُ يومًا، وأجوع يومًا، أو قال: ثلاثًا فإذا جُعت، تضرعت إليك، وذكرتك، وإذا شبعتُ، حَمِدْتُك وشكرتك" (¬3).
...
{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)}.

[11] {بَلْ كَذَّبُوا} بل أتوا أعجب من ذلك كله، وهو تكذيب.
{بِالسَّاعَةِ} بالقيامة، فكيف يصدقونك.
{وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} نارًا ملتهبة. قرأ أبو عمرو: (بِالسَّاعَة سَّعِيرًا) بإدغام التاء في السين (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 163)، و"تفسير البغوي" (3/ 323)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 376).
(¬2) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 306)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 376).
(¬3) رواه الترمذي (2347)، كتاب: الزهد، باب: ما جاء في الكفاف والصبر عليه، وقال: حديث حسن، وعلي بن يزيد ضعيف الحديث، والإمام أحمد في "المسند" (5/ 254)، عن أبي أمامة -رضي الله عنه-.
(¬4) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 306)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 276).

الصفحة 10