كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

على التأنيث (آيَةٌ) بالرفع، جعل الآية اسمًا، وخبره (أَنْ يَعْلَمَهُ)، وقرأ الباقون: (يَكُنْ) بالتذكير (آيَةً) بالنصب، جعلوا الآية خبرَ (يَكُنْ) (¬1)، معناه: أولم يكن لهؤلاء المتكبرين علماء بني إسرائيل آيةً؛ أي: علامة على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم كانوا يخبرون بوجوده في كتبهم، وهم عبد الله بن سلام وأصحابه، وهم: بنيامين، وثعلبة، وأسد، وأسيد، وكان إخبارهم آية على صدقه، قال ابن عباس: "بعثَ أهلُ مكة إلى اليهود، وهم بالمدينة، فسألوهم عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إن هذا الزمان زمانه، وإنا نجد في التوراة نعتَهُ وصفته" (¬2).
...
{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)}.

[198] {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ} يعني: القرآن {عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} جمع أعجم، وهو الذي لا يُفصح، ولا يحسن العربية، وإن كان عربيًّا في النسب، والعجمي: المنسوب للعجم، وإن كان فصيحًا.
ومعنى الآية: ولو نزلناه على رجل ليس بعربي اللسان.
...
{فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}.

[199] {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ} بغير لغة العرب {مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ}.
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 473)، و"التيسير" للداني (ص: 166)، و"تفسير البغوي" (3/ 372)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 328).
(¬2) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 357).

الصفحة 101