كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

حاجبيه، ويسحبها من خلفه، وذريته من خلفه، وهو يقول: واثبوره، وهم ينادون ثبورهم، حتى يقفوا على النار، فينادي: يا ثبوره، وينادون: يا ثبورهم" فيقال لهم: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا} (¬1) لأن عذابكم كثير لا يفنى.
{وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} كعذابكم.
...
{قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)}.

[15] {قُلْ أَذَلِكَ} المذكور من الوعيد وصفة النار.
{خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ} أي: وُعِدَها {الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ} معدةً في علمه تعالى {جَزَاءً وَمَصِيرًا} ثوابًا ومقرًّا.
...
{لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)}.

[16] {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ} من النعيم.
{خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} مطلوبًا يطلبه المؤمنون بقولهم: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} [آل عمران: 194].
...
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 152)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (34168)، والطبري في "تفسيره" (18/ 188)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 255 - 256)، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

الصفحة 12