كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)}.

[18] {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} وقف يعقوب، والكساني (وَادِي) بإثبات الياء (¬1).
روي أن سليمان -عليه السلام- سار من اصطخر إلى اليمن حتى مر بواد النمل، وهو واد بالطائف، وقيل: بالشام، كثير النمل، والمشهور أنه النمل الصغير، وقيل: كان نمل ذلك المكان أمثال الذباب، وقيل كالبخاتي {قَالَتْ نَمْلَةٌ} وكانت ملكة النمل لما رأت جند سليمان: {يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} ولم يقل: ادخلن؛ لأنه لما جعل لها قولًا، خاطبها خطاب الآدميين {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ} يكسرنكم {سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} قرأ رويس عن يعقوب: {يَحْطِمَنَّكُمْ} بإسكان النون مخففًا، والباقون: بفتحها مشددًا (¬2).
{وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} بهلاككم إقامة لعذرهم.
...
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 478)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 138 - 139)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 339).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 479)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 246)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 341).

الصفحة 121