كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} يعني: أكان من الغائبين؟ والميم صلة.
...
{لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}.

[21] فلما تحقق غيبته، قال: {لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا} أي: تعذيبًا.
{شَدِيدًا} بنتف ريشه وذنبه، ورميه في الشمس، فلا يمتنع على الهوام.
{أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ} لأقطعن حلقه، ورسمت (أَوْ لأَاذْبَحَنَّهُ) في بعض المصاحف بزيادة ألف بعد (لأَ).
{أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} برهان ظاهر على عذره. قرأ ابن كثير: (لَيَأْتِيَنَّنِي) بنونين: الأولى مفتوحة مشددة، والثانية مكسورة مخففة، وكذلك هو في مصاحف أهل مكة، أصلها: لَيَأْتِينِي، ثم دخلت النون مشددة، وهي محسوبة بنونين تأكيدًا للقسم، وبعدها نون مكسورة للوقاية كنون ضربني، وبني الفعل على الفتح، ففتح الياء التي هي لام الفعل، وقرأ الباقون: بنون واحدة مكسورة مشددة، وكذلك هو في مصاحفهم (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 379)، و"التيسير" للداني (ص: 167)، و"تفسير البغوي" (3/ 392)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 343).

الصفحة 124