كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)}.
[17] {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} أي: واذكر يوم نحشرهم. قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، ويعقوب، وحفص عن عاصم: (يَحْشُرُهُمْ) بالياء، والباقون: بالنون (¬1).
{وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من الملائكة، وعيسى، وعزير، والجن، وقيل: الأصنام.
{فَيَقُولُ} تعالى للمعبودين إثباتًا للحجة على العابدين. قرأ ابن عامر: (فَنَقُولُ) بالنون، والباقون: بالياء (¬2).
{أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ} أخطؤوا الطريق. واختلاف القراء في الهمزتين من (أَأَنْتُمْ) كاختلافهم فيهما من {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ}، واختلافهم في الهمزتين من {هَؤُلَاءِ أَمْ} كاختلافهم فيهما من {هَؤُلَاءِ أَمْ}، وكلاهما في سورة الأنبياء.
...
{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)}.
[18] {قَالُوا سُبْحَانَكَ} نزهوا الله من أن يكون معه آلهة {مَا كَانَ يَنْبَغِي}
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 463)، و"التيسير" للداني (ص: 153)، و"تفسير البغوي" (3/ 325)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 277).
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 163)، و"تفسير البغوي" (3/ 325)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 278).
الصفحة 13