كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

أبواب داخل قصرها، وقصرها داخل سبعة قصور، وأغلقت الأبواب، وجعلت عليه حرسًا، وارتحلت إلى سليمان في اثني عشر ألف قَيْلٍ، مع (¬1) كل قَيْلٍ ألوف كثيرة.
...
{قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)}.

[38] وكان سليمان رجلًا مَهِيبًا لا يبدأ بشيء حتى يسأل عنه، فجلس يومًا على سريره، فرأى رهجًا وجمعًا جمًّا على فرسخ عنه، فقال: ما هذا؟ قال: بلقيس بجنودها، فأقبل حينئذ سليمان على جنوده، و {قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} فيحرم علي أخذه منها (¬2). واختلاف القراء في الهمزتين من {الْمَلأُ أَيُّكُمْ} كاختلافهم فيهما من {الْمَلأُ أَفْتُونِي} [يوسف: 43 والنمل:32].
...
{قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)}.

[39] {قَالَ عِفْرِيتٌ} المارد القوي {مِنَ الْجِنِّ} والإنس، مأخوذ من العفر، وهو التراب، فكأنه يصرع قرنه عليه من الخبر، واسمه كوذي:
{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} أي: من مجلسك الذي تقضي فيه، وكان يجلس إلى القضاء إلى نصف النهار.
¬__________
(¬1) "مع" ساقطة من "ش".
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 399 - 401).

الصفحة 138