[40] فقال سليمان: أسرع من هذا {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ} أي: من كتابها إليه، وهو آصف بن برخيا، وكان صِدّيقًا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهو يا حي يا قيوم، وقيل غيره (¬1)، وكان بينه وبين عرشها مقدار شهرين:
{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} أي: تحريك أجفانك إذا نظرت.
قرأ حمزة، وخلف بخلاف عن خلاد: (آتِيكَ) بإمالة فتحة الهمزة في الحرفين (¬2). رُوي أن آصف قال لسليمان: أرسل طرفك، فنظر نحو اليمين، فدعا آصف، فسار الكرسي تحت الأرض، ونبع لدى سليمان قبل أن يرجع إليه طرفه (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 403)، و"تفسير القرطبي" (15/ 202)، و"روح المعاني" للآلوسي، (19/ 203) وذكر الآلوسي رحمه الله الاختلاف في الذي قال ذلك وناقش مسألة طلب سليمان أن يأتوه بالعرش دون أن يحضره هو بنفسه.
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 482)، و"التيسير" للداني (ص: 51)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 337)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 354).
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 403)، ورواه الطبري في "تفسيره" (19/ 468) عن وهب بن منبه.