كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

ما يجوز ولا يستقيم {لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} قرأ أبو جعفر: (نُتَّخَذَ) بضم النون وفتح الخاء، فيكون (مِنْ أَوْلِيَاءَ) حالًا، و (مِنْ) زائدة لمكان النفي المتقدم؛ كما تقول: ما اتخذتُ زيدًا من وكيل، والمعنى: ما كان لنا أن نُعبد من دونك، ولا نستحق الولاء ولا العبادة، وقرأ الباقون: بفتح النون وكسر الخاء (¬1)؛ أي: ما جاز أن نواليهم ليعبدونا.
{وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ} في الدنيا بأنواع النعم.
{حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ} تركوا ذكر الله {وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} هَلْكى، وأصله من البور، وهو الفساد، ومنه: بوار السلعة، وهو كسادها.
...
{فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)}.

[19] {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ} خطاب للكفار {بِمَا تَقُولُونَ} بقولكم فيهم: إنهم آلهة، وروي عن قنبل (بِمَا يَقُولُونَ) بالغيب (¬2)؛ أي: بقولهم: (سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا) إلى آخره {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ} قرأ حفص عن عاصم: (تَسْتَطِيعُونَ) بالخطاب؛ يعني: للعابدين، وقرأ الباقون: بالغيب (¬3)؛ يعني: للمعبودين.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 326)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 333)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 279).
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 326)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 333)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 279).
(¬3) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 334)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 279).

الصفحة 14