كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

بإدغام الدال في الصاد، والباقون: بالإظهار (¬1).
{لِيَذَّكَّرُوا} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بإسكان الذال وضم الكاف مع تخفيفها، وقرأ الباقون: بفتح الذال والكاف مع تشديدهما، وهما لغتان (¬2)؛ أي: يتفكروا في نعم الله.
{فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} جحودًا، وهو قولهم: مُطرنا بنَوْء كذا وكذا.
...
{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)}.

[51] {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} رسولًا، ولقسمنا النُّذرَ بينهم كما قسمنا المطر؛ لنخفف عليك أعباء النبوة، ولكنَّا حمَّلناك ثقلَ نِذارة جميع القرى؛ لتستوجب بذلك الدرجة الرفيعة، ويعظم أجرك.
...
{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}.

[52] {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} فيما ندبوك إليه من عبادة آلهتهم ومداهنتهم.
{وَجَاهِدْهُمْ بِهِ} أي: بالقرآن {جِهَادًا كَبِيرًا} لا يخالطه فتور.
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 307)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 289).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 465)، و"التيسير" للداني (ص: 140)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 290).

الصفحة 33