كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)}.

[67] {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا} لم يجاوزوا الحد {وَلَمْ يَقْتُرُوا} يضيقوا. قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر: (يُقْتِرُوا) بضم الياء وكسر التاء؛ من (أقتر)، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: (يَقْتِرُوا) (¬1) بفتح الياء وكسر التاء، وقرأ الباقون، وهم الكوفيون: بفتح الياء وضم التاء مستقبل (قتر) مخففًا، وكلها لغات صحيحة (¬2)، وقال ابن عباس: "الإسراف: النفقة في المعصية، والإقتار: منع حق الله تعالى" (¬3).
{وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} عدلًا بين الشيئين، وفي معنى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا} الآية، من الأمثال الدائرة على ألسن الناس: خيرُ الأمورِ أوسطُها (¬4).
¬__________
(¬1) "يقتروا" ساقطة من "ت".
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 164)، و"تفسير البغوي" (3/ 343)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 334)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 294).
(¬3) ذكره البغوي في "تفسيره" (3/ 343) عن ابن عباس ومجاهد وقتادة.
(¬4) وجاء في لفظ: "أوساطها" بدل: "أوسطها"، وقد رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (35128)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6601) عن مطرف، والخطابيُّ في "العزلة" (ص: 98) عن أكثم بن صيفي. قال السخاوي: وقد رواه ابن السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد" لكن بسند فيه مجهول، عن علي مرفوعًا، وللديلمي بلا سند عن ابن عباس مرفوعًا. انظر: "المقاصد الحسنة" (ص: 245 - 246).

الصفحة 41