كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)}.

[81] ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان فقال:
{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} مع عظمها على غير مثال سابق {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} أي: مثل الأناسي في الصغر؛ أي: لا يعجزه شيء. قرأ رويس عن يعقوب: (يَقْدِرُ) بياء مفتوحة وإسكان القاف من غير ألف، وضم الراء على أنه فعل مستقبل مثل يَصْرِف، وقرأ الباقون: بالباء وفتح القاف وألف بعدها وخفض الراء منونة على وزن فاعل (¬1).
{بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ} الكثير الخلق {الْعَلِيمُ} بجميع ما خلق.
...
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)}.

[82] {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} قرأ ابن عامر، والكسائي: (فَيَكُونَ) بالنصب عطفًا على (يَقُولَ)، وقرأ الباقون: بالرفع (¬2)؛ أي: فهو يكونُ، وهذا إشارة إلى سرعة تكوُّن الشيء، وأنه تعالى لا يلحقه نَصَب في إيجاد المعدوم وإعدام الموجود.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 651)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 355)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 222).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 544)، و "التيسير" للداني (ص: 137)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 223).

الصفحة 502