كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)}.

[83] ثم نزه تعالى نفسه تنزيهًا عامًّا مطلقًا فقال: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ} قرأ رويس عن يعقوب: (بِيَدِهِ) باختلاس كسرة الهاء، والباقون: بإشباعها (¬1) {مَلَكُوتُ} أي: مُلْكُ {كُلِّ شَيْءٍ} وزيدت الواو والتاء للمبالغة، ومعناه: ضبطُ كل شيء، والقدرةُ عليه.
{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} قرأ يعقوب: (تَرْجِعُونَ) بفتح التاء وكسر الجيم، والباقون: بضم التاء وفتح الجيم (¬2)، وهو وعد ووعيد للمقرين والمنكرين.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "اقرؤوا على موتاكم يس" (¬3)، والله أعلم.
¬__________
(¬1) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 312)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 223).
(¬2) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 208)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 224).
(¬3) رواه أبو داود (3121)، كتاب: الجنائز، باب: القراءة عند الميت، والنسائي في "السنن الكبرى" (10913)، وابن ماجه (1488)، باب: ما جاء فيما يقال عند المريض إذا، والإمام أحمد في "المسند" (5/ 27)، وابن حبان في "صحيحه" (3002). من حديث معقل بن يسار. قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 104): أعلَّه ابن القطان بالاضطراب وبالوقف، وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه، ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث. وقال أحمد في "مسنده": كانت المشيخة يقولون: "إذا قُرئت" يعني "يس" عند الميت خُفِّف عنه بها. اهـ.

الصفحة 503