كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

الشعراء [الآية: 41]، وكذلك (أَئِنَّكَ) (أَئِفْكًا)، المعنى: أنترك عبادة الأصنام لقول محمد؛ لأنهم وصفوه بالشعر والجنون.
...
{بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)}.

[37] فرد الله تعالى عليهم بقوله: {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} أي: أتى بما أتى به المرسلون قبله.
...
{إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38)}.

[38] {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ} الوجيع بإشراككم.
...
{وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}.

[39] {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} من الشرك.
...
{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40)}.

[40] {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ} أي: لكن عباد الله {الْمُخْلَصِينَ} على الاستثناء المنقطع. قرأ الكوفيون، ونافع، وأبو جعفر: (الْمُخْلَصينَ) حيث وقع بفتح اللام؛ أي: المختارين، وقرأ الباقون: بكسرها (¬1)؛ أي: المخلِصين لله الطاعة.
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 128)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 295)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 234).

الصفحة 515