كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55)}.

[55] {فَاطَّلَعَ} فنظر هذا المؤمن {فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} أي: رأى قرينه في وسط النار، وسُمي وسطُ الشيء سواء؛ لاستواء الجوانب منه. وتقدم اختلاف القراء في الفتح والإمالة من (رَآهُ) في سورة الأنبياء عند تفسير قوله: {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الآية: 36].
...
{قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56)}.

[56] فلما رأى قرينه فيها {قَالَ} متشمتًا به: {تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} أي: والله لقد قاربت أن تهلكني. قرأ ورش عن نافع: (لَتُرْدِينِي) بإثبات الياء وصلًا، ويعقوب: بإثباتها وصلًا ووقفًا، والباقون: بحذفها في الحالين (¬1).
...
{وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)}.

[57] {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي} علي بالإيمان.
{لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} معك في النار.
...
{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58)}.

[58] وعند ذبح الموت استفهمَ أهل الجنة استفهام تحدث بنعم الله
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 187)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 361)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 237 - 238).

الصفحة 519